نظم مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات من خلال تعاونه مع منظمة الأكاديميين والمهنيين اليمنيين (أياب) ندوة عبر برنامج الزوم بعنوان: “التهميش في اليمن بين التاريخ والواقع” شارك فيها ثلاثة من أعضاء المركز، تناولوا فيها التهميش في اليمن وكيف يؤدي دروا محوريا في التمييز ضد الأقليات.
ومن خلال الحضور اللافت للأكادييمن والباحثين والناشطين اليمنيين من مناطق مختلفة حول العالم، أدار الدكتور وليد مهدي أستاذ العلاقات الثقافية العربية الأمريكية في جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية هذه الندوة، مبينا الدور الذي ينبغي فيه على الباحثين والمهتمين أن يقاربوا فيه القضايا المجتمعية التي تؤثر بشكل مباشر وحاسم في واقعنا.
وكانت جوخة أمين عضو مركز إنصاف وطالبة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا الأمريكية أول المتحدثين حيث تناولت في تقديمها جزءا مهما من بحثها الخاص بأطروحة الدكتوراه. متناولة السياق التاريخي لإشكالية تحديد الهوية اليمنية وعلاقة ذلك بموضوع تهميش الأقليات. وعلى وجه التحديد، كيف أننا توصلنا إلى تصورٍ ما، أُعيد من خلاله تعريف وعرقنه معنى “المواطنة اليمنية”، بالشكل الذي لا يتسق مع انفتاح اليمنين عبر التاريخ وتداخلهم مع ثقافات وشعوب المحيط الهندي الأكبر بما في ذلك دول شرق أفريقيا ودول جنوب آسيا وكذلك دول جنوب شرق آسيا. حيث كانت إحدى نقاط التحول كما ترى الأستاذة جوخة في الخطاب اليمني والمتعلق بالهوية اليمنية هي الاقتصار على الحديث عن اليمن في المحيطين العربي والشرق الأوسطي، وتغييب الحديث عن اليمن فيما يتعلق بثقافات وشعوب المحيط الهندي الأكبر. وللتركيز على هذه الأبعاد، ستلقي الضوء بشكل خاص على سياق الأقليات العرقية، وتحديداً المولدين والمهمشين السود في اليمن.
وقدم الدكتور محمد المحفلي المدير التنفيذي لمركز إنصاف وعضو منظمة أياب ورقته التي تناولت المركزية وعلاقتها بالتهميش في اليمن، بدايةً بدراسة مفهوم المركزية في جانبها السياسي، ومن ثم تناول المخاطر التي تعكسها على مختلف الجوانب الأخرى كالتنمية والثقافة، من خلال صنع مناطق مهمشة أو جماعات مهمشة، تؤدي بعد ذلك إلى الصراع والعنف. كما تطرق إلى جانب التراتبية في المجتمع وبين علاقة المركزية بصنع هذه التراتبية وكيف تنعكس على تعميق التهميش، كما تناول التهميش الثقافي، وعدد مظاهره و نتائجه السلبية على المجتمع والتي تتمثل في أهمها غياب التعدد الثقافي، ورفض قبول الآخر، وانتهاء بتناول موضوع المهمشين في اليمن بوصفهم نموذجاً حياً لكل صنوف التهميش الأخرى.
وكانت الورقة الأخيرة هي التي قدمها الباحث في مركز إنصاف الأستاذ محمود رزق الله بهكل، الذي تناول العنصرية وعلاقتها الوثيقة بالتهميش وذلك من خلال التعريف أولاً بالعنصرية، مروراً بالنموذج اليمني للعنصرية ومظاهرها وأنواعها، مع ذكر المصادر التي تغذي العنصرية، وما هي الأسباب التي أنتجتها في المجتمع اليمني، واستعرض بعض السلوكيات العنصرية ضد الأقليات وكيف أدت إلى إنتاج مجتمعات مهمشة، أو فئات تعاني من التهميش. مختتما ورقته تلك بعدد من التوصيات الهامة مثل ضرورة تجريم العنصرية وصياغة قوانين واضحة بها الشأن ورفع الوعي لدى المجتمع بمخاطرها.