تدين إنصاف للحقوق والتنمية عملية الاختطاف والمداهمة التي نفذها الحوثيون الأسبوع الماضي بحق موظفي الأمم المتحدة ومكتب مبعوثها الخاص ووكالاتها وموظفي المجتمع المدني
وتتضامن إنصاف بشدة مع المختطفين وأسرهم وتطالب الحوثيين بإطلاقهم فوراً ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان والعمل الإنساني والتوقف عن هذه الممارسات المتوحشة التي ستعود بعواقبها الوخيمة على الوضع الإنساني المتدهور خصوصا في مناطق سيطرتهم.
إن هذه الإجراءات ليست الأولى من نوعها فقد سبقها سلسلة اعتداءات كبيرة وممتدة منذ سنوات طالت عشرات الموظفين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وإساءة معاملتهم حد وفاة بعضهم في معتقلات الحوثيين كما حصل مع مسؤول السلامة في منظمة Save The Children هشام الحكيمي في أكتوبر الماضي.. الاعتقالات طالت أيضا موظفي السفارة الأميركية في صنعاء ووكالة التنمية الدولية الأميركية USAID والذين لا يزال العديد منهم يقبعون في المعتقلات بدون تهم أو إجراءات عادلة إلى جانب مئات المختطفين السياسيين والإعلاميين والمدنيين اليمنيين.
إن هذه الممارسات جاءت بعد إصدار الحوثيين أوامر إعدام جماعية بحق 45 مدنياً يمنياً بينهم السيد عدنان الحرازي مدير شركة برودجي سيستمز التي كانت تقدم خدمات فنية ودراسات مسحية للمنظمات الأممية العاملة في الحقل الإنساني ناهيك عن مئات الانتهاكات والاعتقالات للسياسيين والصحفيين والمجتمع المدني والنساء والأطفال والتضييق الدائم على أبسط أساسيات الكرامة الإنسانية لليمنيين.
إن استمرار الحوثي لهذا النهج الهمجي الذي يضرب في الصميم مهام الأمم المتحدة واستقلاليتها ويؤثر بقوة على قدرتها على تنفيذ ولايتها ووظيفتها يأتي نتيجة حالة التراخي في اتخاذ مواقف حاسمة إزاء الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني والسكوت عليها واستمرار العمل في بيئة عدائية للغاية في صنعاء ليأتي الدور على موظفيها الواحد تلو الآخر.
نناشد الأمم المتحدة ووكالاتها وجميع المنظمات الدولية عمل أقصى جودها لاطلاق سراح موظفيها واعادتهم إلى بيوتهم والعمل على تعويضهم .. وان هذه الممارسات المتكررة من قبل الحوثيين تحتم على المنظمات الدولية الشروع فوراً في نقل مكاتبها إلى عدن واتخاذ مواقف حاسمة إزاء الانتهاكات الحوثية بحق اليمنيين أولاً وبحق الموظفين والعاملين في المجال الإنساني والإغاثي والمنظمات الأممية والدولية.
ونطالب الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وكافة المنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ مواقف جادة إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون بشكل مستمر من قبل الحوثيين لأن التغاضي عنها موقف لا إنساني جعل الحوثيين يتمادون في انتهاكاتهم لتطال الأمم المتحدة ومبعوثها ومنظماتها.
٨-٦-٢٠٢٤