في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع المسلح في اليمن ليأخذ أبعاداً جديدة ، فإن الأحداث تنعكس لتجر معها المزيد من الانتهاكات التي يدفع ثمنها المواطنون الأبرياء والمستضعفون من الأقليات والفئات المسحوقة في المجتمع. وقد تابع مركز إنصاف للحريات والأقليات مجريات الأحداث الدامية التي شهدتها عدن في جنوب اليمن خلال الأيام الماضية منذ مطلع أغسطس 2019 ، وما تلاها من نتائج وقد تم رصد الكثير من الانتهاكات التي طالت الأبرياء ، غير أن ما يؤسس لتوجه عام يستهدف الأقليات بشكل ممنهج هو ما جاء في خطاب السيد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في خطابه الذي ألقاه في قناة عدن الفضائية بتاريخ 11 أغسطس 2019م والذي نص فيه بشكل واضح بالقول: “ومما أثار دهشتنا ودهشة المنظمات الدولية والإقليمية الموجودة في عدن هو ضهور الخلايا النائمة من المهمشين والمهاجرين الأفارقة حيث تبين تجنيدهم من قبل ألوية الحماية الرئاسية من خلال ترقيمهم على مرتباتهم وتسليحهم واشتراكهم في المعارك بناءً على أوامرهم مما يدل على تخطيطهم المسبق لهذا العمل الفاشل الذي ارتد عليهم.
إن هذا الخطاب يعطي الضوء الأخضر لاستهداف المهمشين من سمر البشرة في مدينة عدن، وجعلهم هدفاً مشروعاً لمن يستمعون لهذا البيان، بوصفهم إرهابيين ومأجورين ومقاتلين بألوية الحماية الرئاسية حد قوله. لا يمكن القبول بتعميم الحكم على فئة معينة من الناس ناهيك عن أن يكون ذلك دون محاكمة ولا إجراءات قانونية، حتى وإن وجد بعض المنتسبين لهذه الوحدات من المهمشين حسب زعمه، فهناك مئات الألاف سواهم من بقية المواطنين فتخصيص المهمشين وسمر البشرة بهذه التهمة، تحريض مباشر على استهدافهم وإعطاء المبرر الكافي لإلحاق الضرر بهم.
إننا إنصاف للحقوق والحريات نناشد هيئة رئاسة المجلس الانتقالي أن تكون عند مستوى تحمل مسؤولياتها القانونية وحماية الأقليات لديها من أي اعتداء يلحقها نتيجة هذا الخطاب أو غيره، كما أننا نناشد بقية المنظمات المحلية والدولية والحكومية بأن تتحمل مسؤولياتها هي الأخرى للوقوف أمام أي اعتداء قد يعرض حياة هذه الأقلية أو حريتها أو كرامتها الإنسانية للخطر.