نرحب في مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات بإطلاق سراح حامد بن حيدرة ورفاقه من البهائيين بعد خمسة أشهر من قرار الإفراج وبعد أن مكثوا في السجون لأكثر من ثمان سنوات بالنسبة لحامد بن حيدرة وأربع سنوات بالنسبة لبقية رفاقه البهائيين، ونحن إذ نعبر عن فرحتنا بهذه الخطوة التي تأخرت كثيرا، فإننا نؤكد على قيمة الحرية لهم كما نطالب أن يتم الإفراج الفوري عن غيرهم من معتقلي الرأي في اليمن.
بالقدر الذي يمثله هذا الحدث لنا في المركز ولعائلة الضحايا وأهاليهم، فإنه يحز في أنفسنا أن يتم نفي المطلق سراحهم خارج اليمن، حيث إن نفي مواطن من بلده يعد مناقضا للدستور اليمني والقوانين النافذة، ولكل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية التي كان اليمن طرفا فيها.
كما أن هذا يعمل على تضييق أفق الحريات الدينية والسياسية في اليمن، وإلغاء كل ما من شأنه أن يعزز التعددية والحريات العامة وحريات العبادة والمعتقد.
وبهذه المناسبة فإننا نجدد المناشدة بضرورة النظر بعين الإنسانية إلى حالة المسجون ليبي سالم مرحبي، والمحتجز منذ أكثر من أربع سنوات، والذي أقرت المحكمة بإطلاق سراحة في شهر سبتمبر من العام الماضي ومع ذلك لازال يقبع في سجون الأمن القومي في صنعاء دون أي مسوغ إلا لاعتبارات دينية.
إن الاستمرار في إلغاء الآخر لا يمكنه أن يعمل على استقرار المجتمع ولا أن يقدم مجتمعا قويا متماسكا متكاملا بأفكاره ومعتقداته وقيمه الإنسانية، ولكنه يعمق مسببات الكراهية والصراع الذي يؤدي إلى العنف والعنف المضاد ويولد أحقادا لايمكن أن يمسحها أو يتجاوزها التاريخ.