نظم مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والاقليات مساء الاثنين 20 ديسمبر 2021، ندوة خاصة عن المعتقل اليهودي في سجون الحوثيين ليبي سالم مرحبي، بالتزامن مع إكماله ست سنوات من الاعتقال والحرمان، رغم صدور أوامر قضائية بإطلاق سراحه.
وفي الندوة التي انعقدت عبر شبكة زوم… تحت عنوان “ليبي: ست سنوات خلف القضبان، ظلم وقمع واضطهاد، بحضور عدد من الحقوقيين والقانونيين والمهتمين، أكدت الناشطة رشا كافي والتي أدارت الندوة، أن تنظيمها، يأتي استجابة لوالدة ليبي مرحبي، وبالترافق مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتحدث خلال الندوة شقيق المعتقل، حبوب سالم مرحبي، عن تفاصيل من معاناة أسرته نتيجة ما يتعرض له في المعتقل، موضحاً أن اعتقال ليبي يدخل عامه السابع، وتعرض للإخفاء القسري لمدة عام كامل، حيث لم تكن أسرته تعلم عن مكانه.
وأوضح أنه وبعد تأكد عائلته من وجوده في سجن الأمن القومي، توجهت عائلته لزيارته، وتم السماح له بالخروج إليهم، محمولاً من قبل شخصين، حيث لم يكن قادراً على المشي، بسبب التعذيب الذي تعرض له في السجن. وتكررت الزيارة بعد 15 يوماً، وكان ما يزال على ذات الحال.
وتطرق حبوب مرحبي، إلى أن اعتقال ليبي يتواصل رغم صدور أوامر من النائب العام بإطلاق سراحه، لكنهم يرفضون إطلاق سراحه بسبب اعتناقه الديانة اليهودية، مشيراً إلى أن أسرته لا تعلم شيئاً عن وضعه الصحي.
وناشد شقيق ليبي المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بممارسة الضغوط على حكومة “صنعاء”، ليتم الإفراج عن أخيه. وأضاف أنه “مسجون ظلماً وعدواناً”.
من جانبها، اعتبرت الكاتبة والباحثة في مجال الأقليات، ميساء شجاع الدين، أن قضية ليبي جزء من إشكالية كبيرة يعيشها اليمن في مرحلة الحرب وسيطرة المليشيات التي تمارس جزءاً كبيراً من سلطة الأمر الواقع، وتمارس أقصى عدد من الانتهاكات.
وأوضحت شجاع الدين، أن هذه الحالة انعكست في اضطهاد الحقوق والتضييق على الحريات، وهو ما يتم بشكل ممنهج على الأقليات تحديداً، باعتبار أنها الأكثر عرضة للانتهاك بمقابل باقي فئات المجتمع، وهو ما تمت ممارسته على البهائيين وعلى الإسماعيليين.
وركزت الباحثة على قضية الانتهاكات التي تعرض لها اليهود، منذ بدء حرب صعدة وما تلاها، منوهة إلى أن شعار الحوثي هو شعار معادي لجماعة دينية هي اليهود، الذين كانوا على مدى التاريخ، جزءاً من تركيبة المجتمع اليمني ومن ثقافته وتاريخه. مؤكدة أن اليمن خسر كثيراً بخروج اليهود من اليمن.
من جانبه، أوضح عبدالباسط غازي المحامي عن المعتقل ليبي مرحبي، الجهود والإجراءات المرتبطة باعتقاله، مشيراً إلى الأوامر السابقة التي صدرت بإطلاق سراحه، إلا أنها لم تجد القبول لدى الجهات المسؤولية عن اعتقاله.
وأشار إلى أنه كمحامي موكل من أسرة المعتقل، سلم النائب العام القاضي محمد الديلمي مذكرة تطالب بإطلاق سراح ليبي مرفقة بالأوامر السابقة الصادرة في هذا الشأن، وبدوره حرر أمراً إلى مكتبه بإعداد مذكرة لجهاز الأمن والمخابرات لإطلاق سراح ليبي تنفيذاً لأوامر القضاء وتمكين المحامين من زيارة ليبي، لكن مكتب النائب العام، اعتذر عن المذكرة، وأفاد بأن النائب العام قد تواصل مع الأمن بشأن القضية.
كما تطرق غازي إلى التفاصيل المتعلقة بمطالبته بالسماح له بلقاء ليبي نيابة عن أسرته التي أصبحت خارج البلاد، وبهدف الاطلاع على حالته الصحية. وقال إنه “للأسف الشديد النائب العام رفض إصدار مذكرة”.
وتحدثت في الندوة، رئيس مركز إنصاف إيمان حُميد، مشيرة إلى الجهود التي يبذلها المركز في سبيل إنهاء معاناة ليبي مرحبي، بما فيها إنشاء حملة مناصرة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل، وتعيين محامي من المركز لمتابعة قضية ليبي وانتاج فلم يحكي قصة ليبي والذي تم اطلاقه في 24 سبتمبر 2021 لإيصال قضية ليبي إلى كل مكان، وكذا التواصل مع مجلس الأمن ومع المختصين والفاعلين الدوليين.
وأملت حُميد أن تساهم الندوة في الإفراج عن ليبي، الذي قالت “إننا لا نعرف سبب احتجازه حتى الآن”.
وتخلل الندوة العديد من المداخلات والنقاشات التي تناولت الجوانب الإنسانية والقانونية المتصلة بوضع ليبي مرحبي وبالانتهاكات ضد حقوق الأقليات بشكل عام.
https://www.youtube.com/watch?v=lxBpbzTIDKE