أعطى المجتمع مهنة النظافة للمهمشين ليس تفضلا ولكن هذا المجتمع نفسه يظن أن هذه المهنة لا تليق به لذلك فالمهمشون من وجهة نظرهم هم العنصر الوحيد القادر على القيام بهذا العمل، وعلى الرغم من هذه النظرة الدونية فقد عمل المهمشون في هذا العمل بكل قناعة ورضا واتقان فجعلوا من شوارعنا أماكن جميلة، في مقابل حصولهم على أجر قليل في هذا العمل الشاق، ومع ذلك فإنهم يحرمون من الأجر بين حين وآخر، وحين يطالب العاملون بمستحقاتهم يقابلون بالعنف والاهانات والضرب.
آخر هذه الاعتداءات الوحشية ما حصل في الثامن عشر من أكتوبر الجاري في تعز إذ أقدمت جهات تتبع الحكومة الشرعية بالاعتداء بوحشية على المضربين من عمال النظافة ولم يردعهم قانون ولا عرف حيث قاموا بضربهم وفيهم نساء وأطفال أيضا. ونتيجة لهذه العنف غير المبرر فقد تعرضت إحدى نساء المهمشين للإجهاض، حيث تم إسعافها إلى المستشفى بعد الحادثة.
لم تكتف الأجهزة الحكومية بمصادرة حق العاملين فقط، ولكنها سعت لإرغامهم على التوجه إلى العمل بالقوة وكأنها تتعامل مع عبيد لا موظفين حكوميين يقومون بواجبهم مقابل الحصول ما يفترض أن تكون حقوق أساسية. ثم تلت هذه المحاولات بالضرب العنيف الذي استخدمت فيه الأيدي والهراوات كما استعانت بقوات عسكرية لتنفيذ هذا الانتهاك الوحشي.
إننا في مركز إنصاف ونحن نطالب برفع الوعي للتعامل اللائق مع هذه الفئة فإنا ندين هذا السلوك الحكومي الذي يضاعف من مأساة المهمشين ويقدم للمجتمع نماذج سيئة لكيفية التصرف معهم، ونطالب الجميع بالتكاتف من أجل رفع الظلم عنهم، كون هذا الظلم يمسنا جميعا، فصمتنا عليه يعني صمتنا على كل ما يجري وسيجري لنا ولكل فرد في هذا المجتمع.
أضغط هنا لمشاهدة فيديو الاعتداء على المهمشين وفك اعتصامهم.