استضاف مركز دراسات الشرق الأوسط بجامة لوند في السويد الدكتور محمد المحفلي المدير التنفيذي لمركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات لإلقاء محاضرة موجزة عن الأقليات في اليمن
وتناول الباحث في محاضرته تلك تقارير موجزة عن الأقليات بشكل عام، ثم انتقل لذكر المزيد من التفاصيل المتعلقة بالأقليات في اليمن من حيث الخلفيات التاريخية والتوزيع السكاني لتواجدها، ووضعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكذلك طبيعة العنف والانتهاكات التي تعرضت لها تلك الأقليات سواء في الماضي أو الحاضر وفيما يتعلق بطبيعة العنف الممارس حاليا على بعض الأقليات والآثار السلبية للحرب الدائرة على أبنائها.
وخلصت المحاضرة إلى أهمية قضية الأقليات واعتبارها موضوعا مركزيا في المشكلة اليمنية، رائيا إن أي حل للأزمة الحالية يجب أن تناقش قضية الأقليات باعتبار أن المشكلة اجتماعية في الأساس قبل أن تكون مشكلة سياسية، وإن الصراع السياسي والحرب الدائرة إنما هي مجرد مظهر من مظاهر هذه المشكلة الاجتماعية المتمثلة في التعصب والكراهية وعدم القبول بالآخر.
وكشف عن طبيعة بنية العنف ضد الأقليات وارتباط الأمر بالسلطة، فعبر التاريخ ثبت هذا الترابط فكلما كانت أقلية ما في سدة الحكم فإنها ترتكب انتهاكات ضد الأديان الأخرى المختلف معها وترتكب في حقها أحيانا أبشع المجازر.
وركز أيضا على المشكلة الاجتماعية التي يعيشها مجتمع المهمشين والظلم الاجتماعي الذي يتعرضون له، ليس من قبل السلطة فحسب ولا من المجتمع ولكن في أحيان كثيرة من قبل مجتمع الأقليات الأخرى، وهذه المشكلة لا تؤثر في هذه الأقلية فحسب بل تنعكس آثارها السلبية على المجتمع بشكل عام.
كما ناشد في محاضرته تلك المجتمع الدولي والفاعلين الدوليين من أجل الضغط على المليشيات الحوثية لتقوم بتنفيذ قرارها بالعفو عن حامد بن حيدرة ومن معه من البهائيين الموجودين في السجن، لا سيما في ظل جائحة كورونا التي تهدد حياتهم وتضعها تحت الخطر.
تابع المحاضرة من قاعة المركز مجموعة من الباحثين وطلاب الدراسات العليا في جامعة لوند، كما تابعها عبر الإنترنت باحثون ونشطاء في المجتمع المدني ومهتمون بشؤون الأقليات عبر العالم.