في الخامس والعشرين من مارس الماضي أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى للسلطات الحوثية الإفراج عن حامد بن حيدرة المعتقل ومن معه من رفاقه البهائيين الآخرين، وقد استبشر الناس خيرا بهذا العفو الذي يأتي في سياق الجهود العالمية لمكافحة انتشار جائحة كوفيد 19، ولكن منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة لم يتحول هذا القرار إلى واقع التنفيذ.
إن كل يوم يمر على بن حيدرة ومن معه وعلى عوائلهم يسلبهم الكثير من أرواحهم المتطلعة إلى لقائهم يرافقهم في ذلك القلق من انتشار الجائحة والرعب من أن يصل الفايروس إلى زنازينهم التي أثقت أجسادهم بالضعف ولا يمكنها أن تقدر على مقاومته في هذه الظروف الصعبة وغير الصحية.
نرفع للناس هذا التحذير مع التأكيد بأن الأمر أشد خطورة لا سيما أنه قد وصل إلى علم مركز إنصاف عبر مصادره الخاصة بإثبات حالتي إصابة مؤكدة بفايروس كوفيد 19 من داخل السجن المركز في صنعاء حيث يقبع بن حيدرة ومن معه بالإضافة إلى ستين حالة اشتباه أخرى، وهو الأمر الذي يضاعف من خطورة الأمر ليس في أن السجن صار موبوءا بالفايروسات ولكن من أن البيئة والحالة النفسية هناك تزيد من تفاقم الوضع بشكل لا يحمد عقباه.
إننا في هذا المقام إذ نطالب السلطات الحوثية بأن تطلق سراح البهائيين المعفي عنهم فإنا نناشدهم بأن يفرجوا عن بقية المعتلقين الآخرين والمحتجزين لأسباب سياسية أو اختلافات في الرأي، وليقدموا الدواعي الإنسانية على المصالح السياسية وعلى مصالحهم الخاصة.
لا يمكن فهم استمرار احتجاز بن حيدرة ورفاقه البهائيين المعفي عنهم إلا بوصف كل ذلك استمرارا للابتزاز السياسي واعتبار هؤلاء رهائن يمكن الحصول على مكاسب معينة قبل الإفراج عنهم وهو تصرف غير مقبول لا إنسانيا ولا أخلاقيا، ونحن في هذا المقام نكرر المناشدة لكل الفاعلين الدوليين والقادرين على مواصلة الضغط على السلطات الحوثين من أجل تقدير الموقف الذي يعيشه اليمن والعالم وكذلك الموقف الإنساني الذي يعيشه المعتقلون وأسرهم ومحبيهم المتشوقون إلى إطلاق سراهم في أي لحظة، كما أننا في الوقت نفسه نحمل السلطات الحوثية أي مكروه قد يحصل لهؤلاء المعتقلين -لا قدر الله- نتيجة لهذا التقاعس وهذه المماطلة المتعمدة وغير المبررة.