في الوقت الذي يملأ الفرح فيه مئات البيوت والعائلات في اليمن فإن آلاف العائلات الأخرى مازالت تنتظر أقربائها الذين ما زلوا قابعين في أقبية السجون والمعتقلات أو أنهم مغيبين لا يعلم أهلهم عنهم شيئا. وفي هذا الوقت نشارك كل الذين أطلق سراحهم الفرحة بعودتهم إلى أسرهم وأحبائهم، وهو إنجاز مهم يتحقق في طريق السلام ولو كان متأخرا.
تابعنا في مركز إنصاف عملية إطلاق الدفعة الأولى والثانية من الأسرى الذين تم تبادلهم بين كل من الحوثيين والحكومة الشرعية والمقاومة الجنوبية، بعد الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام الخاص لليمن في جنيف الشهر الماضي الذي يقضي بتحرير 1081 أسيرا، وقد سعدنا أن يكون من بين المحررين مجموعة من الصحفيين وسجناء الرأي الذين قضوا في السجن أكثر من أربع سنوات.
ولكن على الرغم من هذا التطور المهم فإن هناك مجموعة من المعتقلين ظلما يقبعون داخل السجون حتى اللحظة، ومنهم المعتقل اليمني اليهودي ليبي مرحبي الذي اعتقله الحوثيون في صنعاء في العام 2016 وأمرت المحكمة بإطلاق سراحه في سبتمبر من العام 2019 ومع ذلك مازال حتى اللحظة في السجن دون أي سبب لهذا الاحتجاز، إلا أنه يهودي، على الرغم من حالته الصحية السيئة ومعاناته المرضية التي تهدد حياته، فما زال رهن الاحتجاز، ولم يتم اعتبار ذلك في أية مفاوضات إذ لا يوجد طرف من أطراف النزاع يهتم لشأنه. مع العلم إنه ليس أسيرا ولم يتم احتجازه لأي سبب يتعلق بالصراع الحالي.
لقد قمنا في مركز إنصاف بالتواصل مع عدد من الجهات المحلية والدولية، على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية من أجل ضمان سلامته ومن أجل إطلاق سراحه، حيث تعاني عائلته خوفا شديدا على ابنها السجين ظلما منذ أربع سنوات، وعلى الرغم من هذا التواصل مازلنا نأمل بأن يتم الأخذ بالاعتبار لقضية هذا المواطن اليمني وغيره من المحتجزين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يختلفون بالرأي أو المعتقد مع معتقليهم.
إننا نواصل المناشدة للمنظمات المحلية والدولية ولكل من له سلطة ويمتلك القدرة من أجل الضغط على الحوثيين لإطلاق سراح ليبي ومن معه في السجون من معتقلي الكلمة والرأي والمعتقد.