لأكثر من أربع سنوات يقبع اليهودي اليمني ليبي سالم مرحبي في سجون الأمن القومي في صنعاء ظلما، فقد اعتقلته قوات الأمن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في العاصمة صنعاء في مارس من العام 2016 مع مجموعة أخرى من عمال وموظفي مطار صنعاء بتهمة تهريب مخطوطة أثرية.
وبعد عامين من السجن والمحاكمات قررت شعبة استئناف الأموال العامة بأمانة العاصمة سرعة الإفراج عن ليبي والاكتفاء بمدة الحبس التي قضاها، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الحكم، فيما تم الإفراج عن كافة المعتقلين الآخرين. وعلى الرغم من الأوامر والتوجيهات الصادرة من النيابة العامة، ومن مسؤولين آخرين في السلطات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، فإنه ما يزال قابعا في السجن حتى الآن.
رغم متابعتنا الحثيثة للعديد من الأطراف الفاعلة محليا ودوليا، وإيصال قضيته التي بدأت بعض الدول بالتفاعل معها مؤخرا وكذلك مجلس الأمن، فإن ليبي مايزال حتى اللحظة محتجزا دون أن نعلم أو تعلم عائلته سببا منطقيا لكل هذا الاحتجاز، الا أنه يحمل ديانة أخرى، واعتقادا مختلفا عن معتقد من يعتقله، في انتهاك واضح لحرية الدين والرأي والمعتقد ومبدأ المواطنة المتساوية.
إننا وإذ نؤكد مرة أخرى أن قضية ليبي قضية إنسان محتجز ظلما وعدوانا، فإننا نعرض للرأي العام محليا ودوليا خطورة وضعه الصحي العام، حيث يعاني من مشاكل في الكلى والرئة، إضافة إلى فقدانه كل أسنانه، كما يعاني من مشاكل صحية أخرى تهدد حياته وتضعها على المحك، خاصة الآن مع بدء الشتاء والبرد الذي يؤثر بشكل مدمر على صحته في ظل ظروف سجن سيئة وعدم وجود تدفئة.
نكرر نداءنا من أجل وضع الاعتبار لحياة مواطن يمني يقبع في السجن بدون أي مسوغ، ولم يشترك في أي صراع أو مواجهة، لذلك لم يكن له أي ثقل في تبادل الأسرى، تهمته الوحيدة أنه يمني ينتمي إلى هذه الأرض التي لا اعتبار فيها لإنسانية الإنسان ولا احترام لحريته في الدين ولا العقيدة.
كما نوجه النداء لكل الفاعلين في اليمن وخارجه من أجل التفاعل والتأكيد على أن ما يتعرض له ليبي هو نموذج صريح وواضح لما يتعرض له بقية اليهود اليمنيين الذين يحاصرهم الخوف والرعب من هذه الممارسات القمعية التي لاتحترم حرية ولا عقيدة ولا مواطنة، وتفعل كل ذلك تحت ثقافة وتوجيه سياسي مدروس محمي بشعار، يضع لعن اليهود وطردهم في أول اهتماماته.